responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 405
والتخمينات القامعة لاشواك عموم الكثرات الناشئة من النسب والإضافات العدمية وَلا حاجة لأولى البصائر والألباب المنكشفين بصرافة الوحدة الذاتية وبإطلاق الوجود الإلهي البحت الخالص عن مطلق القيود والحدود الى أمثال هذه التنبيهات بل ما يَضْرِبُ اللَّهُ المطلع لسرائر استعدادات عباده الْأَمْثالَ المذكورة الا لِلنَّاسِ الناسين عهودهم ومواثيقهم مع الله بالمرة بحجب تعيناتهم المستتبعة لعموم الإضافات والكثرات لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ رجاء ان يتذكروا ما نسوا من أمثال هذه الأمثال والتنبيهات
وَايضا مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ وهي كلمة الكفر المستتبعة لانواع الفسوق والعصيان المخالفة لجادة التوحيد النافية لصرافة الوحدة الذاتية كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ هي الحنظلة التي اجْتُثَّتْ اى أخذت تنمو جثتها مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ بلا استحكام عرقها وأصلها في الأرض وتعمقها فيها لذلك ما لَها مِنْ قَرارٍ وثبات إذ ادنى الرياح يقلبها كيف يشاء يعنى كما ان الشجرة الخبيثة الغير المستقرة يقلبها الرياح كيف يشاء كذلك اعتقادات الكفرة والفسقة المقلدة يقلبها ادنى رياح الشكوك والشبهات ويوقعها في مهاوي الأوهام واغوار الخيالات
وبالجملة يُثَبِّتُ اللَّهُ المدبر المصلح لأحوال عباده اقدام المؤمنين الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ اى بالإقرار المطابق للاعتقاد والواقع فِي الْحَياةِ الدُّنْيا الى حيث قد بذلوا أرواحهم من كمال تثبتهم وتمكنهم ورسوخهم في الايمان والتوحيد ونهاية حرصهم وتشددهم لإعلاء كلمة الحق ونصرة الدين القويم بحيث لا ينصرفون عنها أصلا وَفِي الْآخِرَةِ ايضا بحيث لا يتلعثمون ولا يضطربون يوم العرض الأكبر بل في البرزخ ايضا عند سؤال المنكر والنكير وَكما يثبت ويقرر الله المعز الهادي اقدام المؤمنين على الايمان كذلك يُضِلُّ اللَّهُ المذل المضل الظَّالِمِينَ الخارجين عن ربقة العبودية عنادا واستكبارا ويثبت اقدامهم على الضلالة بحيث لا يفوزون بالفلاح والنجاح أصلا بل صاروا خالدين في النار ابد الآباد وَبالجملة يَفْعَلُ اللَّهُ المتعزز برداء العظمة والكبرياء ما يَشاءُ من الهداية والإضلال والإعزاز والإذلال
أَلَمْ تَرَ ايها المعتبر الرائي إِلَى الظالمين المسرفين الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ الفائضة عليهم من محض فضله وعطائه ليشكروا له ويواظبوا على أداء حقوقه كُفْراً وزادوا بها كفرانا وطغيانا حيث صرفوها الى نشر البغي والعدوان على الله وعلى خلص عباده مع ان المناسب صرفها الى إعلاء كلمة الله ونصر دينه ونبيه وَبذلك قد أَحَلُّوا وادخلوا قَوْمَهُمْ وأنفسهم دارَ الْبَوارِ ومنزل الهلاك والخسار
يعنى جَهَنَّمَ التي يَصْلَوْنَها ويدخلون فيها اذلّاء مهانين صاغرين مقهورين لا نجاة لهم منها أصلا وَبالجملة بِئْسَ الْقَرارُ والمقر مقرهم ومحل قرارهم الذي هو جهنم الطرد والخذلان
وَمن خبث بواطنهم وشدة شكيمتهم قد جَعَلُوا لِلَّهِ المتوحد في ذاته أَنْداداً واشباها شركاء له من اظلاله ومصنوعاته لِيُضِلُّوا بإثباتها ضعفاء الأنام عَنْ سَبِيلِهِ الذي هو دين الإسلام المنزل على خير الأنام الموصل الى توحيد الله العليم العلام وقُلْ لهم يا أكمل الرسل على سبيل التوبيخ والتقريع تَمَتَّعُوا ايها المسرفون بما أنتم عليه من الكفر والعناد فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ ومآل أمركم إِلَى النَّارِ المعدة لتخذيلكم وجزائكم
قُلْ يا أكمل الرسل لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا بجميع ما قد جئت به إليهم من امور الدين سيما الصلاة المصفية لبواطنهم والزكاة المزكية لظواهرهم عليهم ان يُقِيمُوا الصَّلاةَ ويديموها في الأوقات المقدرة المحفوظة وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ على المستحقين سِرًّا بلا سبق سؤال وَعَلانِيَةً بعد السؤال وبالجملة استعدوا ايها الطالبون

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست